كفى تجنى.. حرام عليكم - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


كفى تجنى.. حرام عليكم
هايل أبو جبل - 30\03\2008

طلع علينا صحفي "جهبذ" باسم جبر سلمان الجولاني، والجولان منه براء، بمقال كله تزوير وكذب، مع إدراج بعض الحقائق ليوظفها خدمة لأهوائه السيئة. وهذا يدل على جهل الكاتب بحقائق التاريخ، وعلى أن جبر هذا، ربما استجاب لتوجيه ما، لنفث سمومه وسموم أمثاله على أبناء الجولان جميعا، ولو إن البعض لا يدرك ذلك. وكل ما ورد في مقاله المذكور يؤكد على أنه يدس السم في الدسم.
لقد دأبت إسرائيل دائما على إقامة دويلات طائفية، على امتداد الوطن العربي كله، ولم يكن مشروع الدولة الدرزية إلا واحدة منهن. إن جبر يجهل أن أبناء الجولان كانوا وراء إفشال مشروع إقامة الدولة الدرزية، واثبتوا أنهم اصلب من تصدي لمخططات إسرائيل، وهم ابعد ما يكونوا عن التعصب العنصري والديني.
يقول جبر: "كما راهنت الصهيونية على الوقت، لإحداث شق أو اختلاف بين الجيلين، جيل انتفاضة الهوية وجيل ما بعده". عليك يا جبر أن تعلم، وتخبر من تريد، أن جيل الانتفاضة هو جيل الحركة الوطنية، والذي قاد العمل الوطني منذ الحادي عشر من حزيران عام 1967، قبل أن يولد الكثير ممن يحرضون على الجولان، أو على بعض أبنائه. لم يكن هذا الجيل نائما قبل العام 1982 ولكن هذا الجيل، ويرفده معظم أبناء الجولان، انتصر في معركة الهوية، وكان الدور الكبير في هذا النصر للشباب الذين تنفث سمومك على دورهم الوطني وتاريخهم النضالي.
لقد غير المحتل مناهج التعليم في جميع قرى الجولان، هل نفخت آنت ببوق الصهيونية؟ ربما، ولكن طلاب الجولان جميعهم، ويضمنهم طلابنا في قرية الغجر، لم ولن ينفخوا في بوق الصهيونية، ولم ولن ينفخوا إلا ببوق العروبة الأصيلة.
يعيش أهلنا في الجولان منذ مئات السنين، وقد أورثونا تاريخهم النضالي المشرف الذي نعتز به ضد الأتراك والفرنسيين، وقدموا الآلاف الشهداء والجرحى، وأغلى التضحيات على مذبح وطنهم وعروبتهم، عندما كان الكثير ممن نسمع عنهم الان نياما. وقد كنا في عمر الشباب عام النكسة 1967، وكنا من الذين تصدوا للاحتلال ومخططاته منذ أيامه الأولى. وهذا تطلب منا ان نراقب كل ما يدور على ساحة الجولان، ولم نسمع عن شريحة عريضة وقعت على مطلب من الحكومة الإسرائيلية ببناء قرية للجولانيين، الذين يرغبون بالنزوح إذا تم التحرير. لكن الحقيقة التي بالتأكيد يعرفها جبر لانها تطاله، ومن هم ورائه، إن إسرائيل وعلى ذمة بعض الصحف الإسرائيلية، حرصا منها على عملائها، أشاعت أنها سوف تؤمن لكل من لا زال مصرا على حمل الجنسية الإسرائيلية، ان تؤمن له مسكنا في الجليل، أسوة بمن شابههم من أبناء قطاع غزة والضفة الغربية العملاء. أما من أين ابتدع جبر أن شريحة عريضة من أبناء الجولان تود النزوح لا ندري، ربما لجبر معرفة بما يدور في الدوائر الصهيونية.
هناك الكثير من النقاط التي أوردها جبر سلمان في مقاله تستوجب الرد، لكن اكتفى بأن أؤكد: ان أي عنصر من أعضاء جمعية الجولان للتنمية او قاسيون او بانياس اوالرابطة والمؤسسات الوطنية الجولانية الأخرى، حريصون كل الحرص،على وطنهم وانتمائهم أكثر بكثير من جبر وأمثاله.
إن ما يثير القلق واللوم معا، هو وسائل الإعلام الوطنية مثل جريدة الوطن وسواها، التي تسمح بنشر هكذا مقال للأكاذيب التي يحتويها ولخطورته على الوضع عندنا في الجولان الذي يعمل معظم كوادره لترسيخ الوحدة الوطنية، سلاحنا الوحيد لمواجهة الاحتلال، هذه الوحدة التي هناك العديد من الأشخاص هنا وهناك، يعملون بقصد او غير قصد لزعزعتها، تارة بإثارة الشكوك وتارة أخرى بتجاهل التاريخ النضالي للعديد من أبناء الجولان، وإعلاء دور الكلام على دور الفعل المثمر، الذي يكلف أصحابه الكثير من التضحيات. إن كنتم لا تعرفونها لا داعي لذكرها الان بعد هذا العمر الطويل.
من اجل خدمة قضية الجولان الرازح تحت الاحتلال منذ العام 1967، وحتى يستمر في صموده الأسطوري ضد العدو الصهيوني، هذا العدو الذي يمتلك الخبث والدهاء والنوايا السيئة ما يفوق التصور-لا يعرف ذلك إلا من يعيشها على جلده تحت الاحتلال مباشرة- يتعاطى هذا الاحتلال مع مطامعه بذكاء وخبث.
من اجل الانتصار على الاحتلال،لا بد من استعمال العقل لا العاطفة، إن لم نقل الغايات والمآرب. لذا لابد أن يعرف الجميع الحقائق، التي تساعد المخلصين فقط من ابناء شعبنا، لفهم الحقيقة وفصل الغث من السمين.
إن أبناء الجولان الذين كان عددهم عام 1967 حوالي 7000 نسمة، لم يصل عددهم اليوم الى ال20 ألف مواطن سوري، نصفهم من الأطفال، يتمسكون بارضهم ووطنهم، بكل عزيمة، وإذا كانت شريحة عريضة منهم، كما يدعى جبر، قلقلة على مصيرها بعد التحرير، القادم حتما، واذا كانت المؤسسات العاملة في الجولان التي لها الدور البارز في كافة فعالياتنا الوطنية، والتي تحرص كل الحرص على الوحدة الوطنية بين أبناء الجولان، وهم من أبناء الجولان، وإذا كان جيل ما بعد 1982 مخروقا، وإذا كانت كل فعالياتنا الوطنية مثل النوادي الرياضية، والمخيمات الصيفية، وغيرها الكثير، فمن أين أتى هذا الموقف الوطني المشرف الذي يعتز به وطننا منذ العام 1967 وحتى اليوم، وهذا ليس حكرا على فترة دون أخرى. لربما أن جبر هو الذي افشل الصهاينة ونحن لا ندري! وربما يقرر جبر وأمثاله أيضا إن علاقاتنا النضالية، مع أهلنا في فلسطين كل فلسطين، هي بتشجيع من الموساد كما يصور خيال جبر المريض .
علمتنا الخبرة الحياتية وخصوصا داخل المعتقلات ان أصحاب المواقف المثيرة للخلاف والشقاق، إما عملاء أو أغبياء، فعلى من يتعاطى مع قضايانا ويسمح لجبر ببث سمومه، أن يتأكد من نوايا جبر الجولاني هذا، ان كانوا من أبناء الجولان تحت الاحتلال أو من سواهم.
أيها الأهل كل الأهل.. إن كان في جريدة الوطن أو غيرها، عليكم العودة إلى أرشيف الجولان، ان كان هناك أرشيف، للتأكد إن سموم جبر سلمان التي دسها في الدسم غير حقيقية، وان من يروج هكذا افتراءات يخدم العدو شئنا أم أبينا. إن الواجب يدعوكم للتعامل مع الجولان وأبنائه بمنتهى الحذر والموضوعية والضمير، لتساعدوا على ترسيخ الوحدة الوطنية، للوقوف بوجه العدو ومخططاته، التي تستهدف الوطن كل الوطن، من القامشلي حتى الغجر وليس العكس.
أخيرا أؤكد لكم أن معظم من قادوا ولا زالوا العمل الوطني لا رغبة لديهم ولا مطمع سوى تحرير الجولان وعودته إلى أحضان الوطن، ولا أهداف شخصية لأي منهم مطلقا. لهذا نطلب ممن بيده الأمر أن يتعهد لجبر وأمثاله، أينما وجدوا، بمستقبل وظيفي مرموق، شرط أن "يحلوا عنا".. حتى يوم التحرير..
عقب على المادة

لا توجد تعقيبات حاليا